يوم ماتت الشمس
٠ US$
١٤٫٦٧ US$١٤٫٦٧ US$
مشاركة
أضف إلى الأمنيات
بعد هذه الصيحات، توقّفت كرة النار ـ التي هي أبي ـ عن تقدّمها. توقّفت لحظة؛ لحظة تعادل عمر أبي بأكمله. ثم عاد فصعد فوق ذلك المرتفع الصغير في أرضية البركة، فتكوّر اللهب من جديد وارتفع أكثر فأكثر. لم يتحرّك أبي ولم يصرخ؛ وقف هناك صامتًا، يحيط به اللهب، ملتهمًا الأغصان والأعشاب والملابس من حوله، تاركًا النار تلتهم ما في طريقها إليه.
اضطرمت نارٌ هائلةٌ وسط الحفرة؛ كانت في البداية بحجم حصيرة، ثم امتدّت وأصبحت بحجم بيتٍ كبير. وفي لمح البصر، غطّت الأغصانَ ووالدي، كعمودٍ ملتهبٍ يرتفع نحو السماء وينتشر في الأرجاء. لهبٌ أزرقُ وأحمرُ ما إن اخترقَ الزيت حتى اصفرَّ، مشكّلًا كرةً ذهبيةً ضخمة. وفي قلب تلك الكرة وقفَ والدي، كبرجٍ متوهّج في مركز العالم، يتمايلُ ويترنّحُ، لكنه لم يسقط.
ليلةٌ بلا فجر، ساعاتُها أطول من أن تُحصى؛ فيها تتبدّى أحلكُ رغبات الإنسان وهواجسه وأنانياته. ملحمةٌ قاتمةٌ ينصهر فيها الواقعُ بالأسطورة، ويخبو فيها بصيصُ النور الأخير. إنّها حكاية "ليلة السرنمة الكبرى"، يروي مجرياتها الفتى لي نيان نيان ذو الأربعة عشر عامًا. نرافقُ الفتى ووالده، صاحب متجر «العالَم الجديد» الجنائزيّ، الذي يجد نفسه أمام مهمّةٍ كالمعجزة؛ فهل سيستطيع إحياء الشمس الميتة؟ وهل سينجح في محاولته اليائسة لإنقاذ البلدة من الفوضى والجنون؟
عبر روايةٍ هو أحد أبطالها، يعود إلينا يان ليانكه بعوالمه السوداوية، ويضعنا مجددًا أمام أسئلة كبرى ومزعزِعة؛ عن توحّش السلطة، وتدهور الأخلاق، والظلمات التي لا تنجلي. يان ليانكه، الحائز على جائزة فرانز كافكا عام 2014 عن مجمل أعماله، أحدُ أهمّ الأصوات في الأدب الصينيّ المعاصر. تُرجمت أعماله إلى عشرات اللغات وحظيت باهتمام النقّاد والقرّاء.